كتب / طارق بدراوى
حمامات فرعون هي عيون مياه كبريتية طبيعية في مصر وتقع في نطاق مدينة أبوزنيمة التابعة لمحافظة جنوب سيناء جنوبي مدينة رأس سدرعلي خليج السويس وهي تبعد حوالي مسافة 110 كيلومترات عن مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة حوالي 250 كيلو متر وتتميز المنطقة المتواجدة بها حمامات فرعون بالمناخ المعتدل والموقع الفريد على شاطئ خليج السويس علاوة علي قدسية المنطقة ومكانتها الخاصة في قلوب معتنقى الأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية على حد سواء ويتم الوصول إلي هذه المنطقة عبر طريق القاهرة السويس الصحراوى ثم عبور نفق الشهيد أحمد حمدى الموجود أسفل قناة السويس شمالي مدينة السويس ثم التوجه إلي طريق رأس سدر الطور شرم الشيخ حيث تبعد منطقة حمامات فرعون عن مدينة رأس سدر جنوبا حوالي مسافة 30 كيلو متر
وحمامات فرعون عبارة عن مجموعة ينابيع تضم 15 عيناً تتدفق منها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل الموجود بالقرب من الشاطئ على هيئة بركة بحجم قدره 3000 متر مكعب في اليوم الواحد تقريبا وتمتد على الشاطئ بطول 100 متر وهي ملاصقة لمياه البحر ودرجة حرارة المياه المتدفقة من العين تصل إلى حوالي 92 درجة مئوية مما يجعل ماءها الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة في مصر والبالغ عددها 1450 عيناً وينبوعاً وبئراً تنتشر في ربوع مصر شرقا وغربا فمنها ماهو موجود في الصحراء الغربية بالواحات الداخلة والواحات البحرية ومنها ماهو موجود بالقاهرة مثل مجموعة عيون حلوان وعين الصيرة ومنها ماهو موجود في الصحراء الشرقية ومنها ماهو موجود بسيناء مثل حمامات فرعون وعيون موسي
وقد تم تحليل المياه المتدفقة من هذه العيون كيميائياً وبكتريولوجيا وأثبتت نتائج التحليلات صلاحيتها وفعاليتها العالية في علاج الكثير من الأمراض مثل الروماتويد والروماتيزم وآلام العظام والمفاصل بشتى أنواعها وأمراض الجهاز الهضمى والكبد وأمراض الكلى وأمراض الجهاز التنفسي مثل حساسية الرئتين والجيوب الأنفية والربو الشعبي والنزلات الشعبية والأمراض الجلدية مثل الجرب والتنية والجذام والصدفية وحب الشباب إضافة إلى فوائدها وفعاليتها عند إستخدامها في أغراض التجميل كما بينت التحليلات الكيميائية إحتواء المياه على تركيزات عالية لعنصر الكبريت تفوق معدلات نظيرتها في المياه المعدنية المتواجدة في العيون الكبريتية في أى مكان في العالم مثل عيون كارلوفيفارى في جمهورية التشيك والعيون الكبريتية المتواجدة في جمهورية المجر وغيرها هذا وتقول دراسات أُجريت بمعهد سيناء العالي للسياحة والفنادق عن العيون الكبريتية بوجه عام في سيناء إن أفضل وقت لإستخدام العيون والإستمتاع بها هو ماقبل غياب الشمس بقليل وقبل شروق الشمس أيضا بقليل بينما ينصح بعدم التعرض للشمس كثيرا أثناء السباحة في تلك العيون
ويوجد أعلى عيون فرعون كهف صخرى منحوت بالجبل يستخدمه الزائرون والسياح كحمام ساونا طبيعى نظراً لإنبعاث الحرارة من المياه الكبريتية الساخنة من أسفل الكهف إلى أعلاه ونظرا إلى المناخ المعتدل على مدار العام الذي تتمتع به المنطقة والجو الجاف والمساحات الشاسعة من الرمال الدافئة التي يمكن إستخدامها في العلاج الطبيعى والتي تحيط بها سلسلة من الجبال كل هذا جعلها موقعا ممتازا لإقامة منتجع صحى سياحى علاجي تحت مسمى منتجع حمامات فرعون وهو يعتبر الأول والفريد من نوعه في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط وهذا المنتجع والذي لا يزال تحت الإنشاء عبارة عن قرية سياحية ومركز للعلاج البيئي يجمع بين السياحة العلاجية والترفيهية والرياضية وتشمل إمكانيات العلاج بهذا المركز العلاج بالتمارين والتدليك والعلاج المائى وعلاج الجسم وعلاج الوجه
وإلي جانب العيون الكبريتية بحمامات فرعون توجد إلي جوارها منطقة كهوف تسمي كهوف حمام فرعون وقد تم إخضاعها لقانون حماية الآثار بالقرار الوزاري رقم 43 لسنة 2009م وذلك بعد أن تم الكشف عن إثنين من الكهوف الأثرية التي يرجع تاريخها إلي الفترة البيزنطية المبكرة أو فترة فجر المسيحية وترجع أهميتهما إلى إحتوائهما على كتابات ونقوش باللغة اليونانية القديمة ورسوم لقديسين وقساوسة ورهبان وكانت تلك الكهوف ملاذًا آمنا لهم هربًا من الإضطهاد الروماني الذى كان يعاني منه من إعتنق المسيحية من أهل مصر حتي بعد أن إعتنق الرومان أنفسهم الديانة المسيحية وإن تم استغلال هذه الكهوف وتجهيزها كمزار سياحي فهذا سيجلب السائحين من أغلب بلدان العالم إلي تلك المنطقة إن لم يكن للإستشفاء فلزيارة هذه الكهوف القديمة ومن جانبها تقدمت منطقة آثار جنوب سيناء بمشروع متكامل لتطوير منطقة كهوف حمام فرعون الأثرية بمدينة أبو زنيمة ليتم وضعها على الخريطة السياحية لمصركما تم وضع تصور مبدئي لتطوير المنطقة بوجه عام إلا أنه لم يتم التنفيذ حتى الآن